مع صفقة الاندماج مع "باركليز"
"أيه بي إن أمرو" يستنجد بفارسه الأبيض لفك الحصار

- بيترثال لارسن وإبان بيكرتون - 12/03/1428هـ

الواقع أن الفارس الأبيض في ظروف الاستيلاء الشرائية، يميل إلى أن يظهر في نهاية العملية لينقذ الشركة من مقدم عرض شراء غير مرغوب فيه.
لذلك فإن ما يفعله البنك إشارة إلى الوضع غير العادي الذي يجد نفسه فيه، حيث برز في الساحة فارس أبيض دون أن يكون على الطاولة عرض شراء جديد.
تعتبر محادثات بنك باركليز الشاملة مع بنك أيه بي آمروABN Amro, دليلاً على تعقيد ودقة المحادثات الجارية حول مستقبل هذا البنك الهولندي.
يحاول هذا البنك إحباط حملة يقودها الناشطون من حملة الأسهم لتجزئة البنك أو بيعه. وفي الوقت ذاته، توجه المؤسسات المالية الأوروبية المنافسة عيونها نحو مجمل أو جزء من نشاطاته العملية.
يحاول الرئيس التنفيذي المحارب لهذا البنك، ريكمان جرونينك، التمسك بمنصبه، بينما يلوح في نهاية نيسان (أبريل) المقبل, تصويت حاسم من قبل حملة الأسهم يمكن أن يقر خطط البنك أو أن يرفضها.
كان هذا البنك محور تخمينات بأن يتم الاستيلاء الشرائي عليه منذ عدة سنوات, فوضع البنك في أسواق مثل البرازيل، الولايات المتحدة، وآسيا، إضافة إلى تاريخ من العوائد الضعيفة، يعني أنه كان في موقع متقدم، منذ فترة طويلة على قائمة التسوق لعدد كبير من الرؤساء التنفيذيين لبنوك أوروبية.
غير أنه على الرغم من عروض التودد الشرائية المتعددة، إلا أنه ثبت أن مطالب جروننك مرهقة للغاية.
تغير ميزان القوى حيث اقترح صندوق استثمار الأطفال، وهو مستثمر ناشط، تجزئة البنك لنفسه، ومناقشة هذه الفكرة في الاجتماع السنوي لحملة الأسهم.
وعلى البنك أن ينشر خلال عشرة أيام جدول أعمال اجتماعه السنوي المقرر عقده بتاريخ 26 نيسان (أبريل) المقبل.
المسألة الرئيسية بالنسبة لهذا البنك هي اتخاذ قرار حول مستوى دعم صندوق استثمار الأطفال الذي يملك 1 في المائة من الأسهم، ولكنه تلقى ما يعبر عن التأييد له من جانب مستثمرين آخرين.
غير أن المسألة بعيدة عن أن تكون عملية, في الوقت الذي ينتظر فيه كثير من حملة الأسهم ليستمعوا إلى ما يقترحه البنك قبل الإفصاح بوضوح عن نواياهم.
وقال أحد المسؤولين التنفيذيين: لا يصدق أحد أن الأمر يتعلق بمجرد صندوق واحد يمتلك 1 في المائة من الأسهم، ويدخل في مواجهة بنك تبلغ قيمته 52 مليار يورو (69 مليار دولار).
وعلى ذلك، فإن ما على البنك أن يعرفه هو مدى ضخامة مجموعة منتقديه. ولن يكون من المفاجئ لي أن يبلغ حجمهم 15 في المائة من قاعدة حملة الأسهم.
لم يخف البنك أنه كان يعمل في سبيل التخلص من عدد من الاستثمارات, في نشاطات غير أساسية موزعة على نطاق واسع في العالم، وذلك قبل أن يتلقى خطاب صندوق استثمار الأطفال.
وتتضمن هذه الموجودات حصة تبلغ 40 في المائة في البنك السعودي الهولندي، وعدداً من وحدات النشاطات العملية الخاصة بشركات وكيلة في أقاليم مثل أمريكا اللاتينية.
من الممكن أن يؤدي إيقاف هذه الاستثمارات، بالإضافة إلى جهود متسارعة لتقليص التكاليف، إلى تمكين البنك من إعادة بعض رأس المال إلى حملة الأسهم، ودعم قضية المحافظة على استقلال البنك.
غير أن أهم مشكلة في هذه الخطة هي جرونينك نفسه الذي لم يتبق له سوى القليل من المصداقية بين المستثمرين، بعد أن أمضى سبع سنوات في منصبه.
يتشكك كثيرون خارج دوائر البنك بفرص هذا الرجل في الاستمرار، على الرغم من شائعات بعكس ذلك، حيث إنه لا توجد إشارات واضحة على ضعف الدعم الذي يتلقاه من مجلس المراقبة الخاصة به.
غير أنه كان هنالك حديث عن جو من عدم الارتياح داخل مجلس إدارة البنك منذ بعض الوقت، كما قال أحد المقربين من دوائر البنك.
وأضاف أن مغادرة دولف كولي للمجلس التنفيذي، ذلك الرجل الذي كان يترأس القسم الأوروبي المضطرب للبنك، تضمن جواً من الاحتكاك في الوقت الذي يفتقد فيه مجلس الإدارة، الانسجام.
عملت إعادة الهيكلة، وهي المنهج الذي يتبناه جرونينك، على تغذية ذلك الجو غير السعيد.
وقال المسؤول التنفيذي ذاته إن جرونينك حاسم وشديد، ولكنه ليس دافئاً وإن وسائل اتصاله مع الناس الخاصين به، ومع العالم الخارجي ليست دائماً بالجودة المطلوبة.
وفي ظل تراجع دعم حملة الأسهم، فإن أفضل خيار متاح أمام جرونينك هو احتمال أن يفاوض على صفقة اندماج مع بنك منافس, للعمل على المحافظة على بعض من بنية البنك.
ويقول أحد مصرفيي الاستثمار إن هذه الصفقة سوف تكون بيعاً مع الاحتفاظ بالكرامة.
يمكن أن تكون المفاوضات مع بنك باركليز الذي يشتهي الحصول على هذا البنك منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى أنه لا يوجد في نشاطاته, سوى قدر محدود من تكرار عمل البنك الهولندي من الناحية الجغرافية، مناسبة لهذا المعيار.
غير أنه لا بد من الانتظار ليعرف المرء ما إذا كان بإمكان الطرفين التوصل إلى صفقة تلبي معايير "باركليز" المتعلقة بحصة أسهم ذات قيمة، في الوقت الذي تقدم فيه سعراً محترماً للبنك الهولندي.
إن من شأن أي ضعف في سعر أسهم البنك الهولندي، فتح الباب أمام المنافسين، وترك فارس البنك الأبيض دون لون مميز.