الجزائر سفيرة إفريقيا على البحر المتوسط
الجزائر هي إحدى دول شمال إفريقيا العربية، وتقع بين المغرب وتونس وتمتد شواطئها 1200 كيلومتر شمالا على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود برية مشتركة مع ليبيا وتونس شرقا ومع المغرب غربا ومن الجنوب حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتعتبر ثانية كبرى بلدان إفريقيا مساحة بعد السودان.
وتتكون أرض الجزائر من السهل الساحلي الشمالي على امتداد المتوسط وبموازاتها سلاسل جبال أطلس التل وجبال أطلس الصحراء باتجاه الجنوب وفيها أعلى المرتفعات وهي قمة تاهات وارتفاعها 3303 أمتار فوق سطح البحر، ثم جبال القبائل والأوراس وأولاد نايل والزاب وفيها أودية تجري مياهها في فصل الشتاء تنضب لتتحول إلى مراع خصبة، وأما بقية الأرض فهي عبارة عن صحراء شاسعة جدا تستوعب معظم سطحها.
عرفت الجزائر الحضارة عبر مختلف العصور، فقد عثر على بقايا وآثار نشاط إنساني تعود إلى نحو 7000 عام ق.م واحتكت بحضارات عدة سجلها التاريخ، مثل الفينيقية التي تعامل معها الأمازيغيون سكان البلاد آنذاك.
خضعت الجزائر في القرن السابع ق.م لحكم قرطاج ثم احتلها الرومان سنة 42 ق.م وعام 682م بدأ عصرها العربي الإسلامي وخضعت لحكم الفاطميين وبني عبدالواد والحفصيين، وفي سنة 1518 خضعت لحكم العثمانيين ثم احتلها الفرنسيون في العام 1830 حيث توالت مقاومة الجزائريين لهم إلى أن اندلعت الثورة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1954. نال الجزائريون استقلالهم سنة 1962.
العاصمة
أسسها الفينيقيون في القرن الثالث ق.م. وحكمها الرومان وأسموها أيكوزيوم، وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وفد إليها كثيرون من العرب الذين خرجوا هروبا من الأندلس بعد زوال الحكم العربي عنها في العام 1492. واستولى العثمانيون عليها بقيادة خير الدين بربروسا في العام 1511 وفي القرن الثامن عشر استقلت عن تركيا إلى أن احتلها الفرنسيون في العام 1830 لتخرجهم منها الثورة في العام 1962.
تتميز مدينة الجزائر بقسميها الإسلامي القديم والأوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم القصبة بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر.
وتعد القصبة تراثا معماريا تاريخيا مهما وسجلت من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 1992. ومن معالمها الحدائق والمرصد الفلكي والمتحف الوطني ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر التي تأسست العام 1909. وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة.
ومن معالم تلك المدينة الرائعة رياض الفتح وهو مجمع تجاري وثقافي يضم أسواقا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها البلاد وفيه قرية لأرباب الصناعات والحرف الشعبية التقليدية وتتخلله المساحات الخضراء الجميلة، وهذا المجمع (المتحف) مبني تحت الأرض. كما أنه لا يمكن أن ننسى نصب الشهيد الذي يشرف على مينائها، وهو مبني على شكل نخلة طولها 92 مترا وحولها ثلاث شعب من البازلت ترمز إلى النهضة الجزائرية في مجالاتها الثلاثة، الصناعية والزراعية والثقافية.
والجزائر العاصمة هي كبرى مدن البلاد ويسكنها نحو 3ر5 مليون نسمة وتقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقا بالمغرب، وهي من أجمل مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، وتنتشر أحياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل وأشجار الليمون والبرتقال والزيتون.
شاطئ سيدي فرج
أقيم هذا المجمع السياحي في منطقة كانت ممرا للاحتلال الفرنسي، وهو الآن عامر بالمرافق الترويحية والسياحية، والفنادق والمطاعم وأماكن للترفيه والألعاب المائية كما يضم مسرحا مفتوحا ومرافق خاصة للعلاج الطبيعي باستخدام مياه البحر.
تيبازة
يضم موقع تيبازة آثارا فينيقية ورومانية ماثلة، وفيها الآن أماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن أماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة شرشال السياحية.
وهران
يطيب لأهل وهران أن يسموها الباهية وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد وعاصمة الغرب الجزائري، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في أقصى غرب البلاد، وميناؤها من أشهر موانئ المتوسط وهي مركز تجاري هام وترتبط بداخل البلاد وبتلمسان والمغرب بخط للسكة الحديدية وفيها صناعات مزدهرة مثل البتروكيماويات والحديد والصلب.
قسنطينة
تعتبر قسنطينة ثالث كبرى مدن الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كيلومتر وتقع على مرتفع يبلغ نحو 534 مترا فوق سطح البحر ثم تنحدر نحو المتوسط وبالقرب منها جبال الأطلسي، وقسنطينة مدينة قديمة جدا وقد احتفلت مؤخرا بذكرى مرور 2500 عام على تأسيسها من قبل القرطاجيين ثم حكمها الرومان.
وتبرز قسنطينة باعتبارها مركزا لدور العلم وتعليم القرآن الكريم وتخرج منها علماء ومفكرون إسلاميون بارزون منهم عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين وتزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية ومنها الجامع الكبير الذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر وضريح سيدي راشد وفيها قصر الباي أحمد الذي يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العربية الإسلامية وفيها حمام سيدي مير للمياه الساخنة. أما وسط المدينة فهو بحد ذاته مقصد سياحي متميز إلى جانب كونه ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة.
ومما يشار إليه في قسنطينة أنها واحدة من مراكز الموسيقا الأندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهية بالإضافة إلى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم القندورة الذي يمكن مشاهدة الحرفيين وهم يقومون به في دكاكينهم في أسواق المدينة القديمة.
عنابة
تحتل عنابة المرتبة الرابعة بين أكبر المدن الجزائرية وهي من أبرز الموانئ على المتوسط وتقع إلى أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان وأطلقوا عليها اسم هيبوريغيوس واستولى عليها الفندل عام ،431 ومن أبرز معالمها المسجد الكبير وكاتدرائية القديس أوغسطين وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل أكثر من 1500 عام، ووضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف.
وعلى مرتفعات عنابة توجد حاليا مرافق سياحية تضم منتجعا للاستجمام وممارسة الرياضة. وتعتبر عنابة اليوم مركزا تجاريا وصناعيا مهما حيث يوجد فيها مجمع مرموق للحديد والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط وللكيماويات وتعليب الأغذية وإنتاج الفلين والإسمنت وتخدمها شبكة الخطوط الحديدية وهي مركز مهم لتصدير الحديد والفوسفات والحمضيات.
البليدة
تقع في شمال البلاد على سفوح جبال الأطلسي إلى الجنوب من سهل متيجة، وهي مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية،
وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى أصناف الفاكهة وتشتهر بإنتاجها لمستخلصات الأزهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.
بجاية
تتميز بشاطئها المطل على خليج في مشهد فائق الجمال يجمع بين الغابات الخضراء ومياه البحر وتزدهر فيها الخدمات السياحية للمدن البحرية حيث المسابح والشواطئ والرمال النظيفة والمطاعم التي تقدم أشهى الوجبات من ثمار البحر واسماك المتوسط.
تلمسان
تحيط بتلمسان إلى جهة الجنوب سفوح جبال الأطلسي وهي غنية بالحدائق والكروم والواحات، وتشتهر بصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة. وقد ازدهرت أيام المرابطين بمراكزها الدينية وفيها عدد كبير من المساجد التاريخية الرائعة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن وضريح الوالي الصالح سيدي بومدين.
وفي تلمسان مقاصد سياحية مهمة تحوي مرافق طبيعية خلابة وخدمات راقية ومنها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة وحمام بوغرارة، وفيها شلالات لوريط بمياهها العذبة وفيها عدة واحات خضراء وسهول خصبة.
جيجل
وتزخر جيجل بمعالم أثرية كثيرة جعلت منها مقصدا لآلاف السياح الذين يفدون إليها حيث يجدون المرافق والخدمات السياحية المتميزة ومن معالمها الكورنيش البحري المطل على مناظر غاية في الروعة وكذلك توجد بها حديقة كبرى تضم أصنافا نادرة من الحيوانات والطيور.
غرداية
وتتميز غرداية بحرفها التقليدية خصوصا نسيج الزرابي والفرش والسجاد المصنوع من الصوف الرفيع والبسط والمخدات ذات الرموز والأشكال البربرية المستوحاة من البيئة المحلية والألبسة العائلية التقليدية، إضافة إلى حرفة صناعة النحاس من حلي وأطباق.
وتتوزع 100 ألف شجرة نخيل على مساحة لا تتعدى 590 كيلومترا مربعا تتضمن 24 صنفا أجودها دقلة نور وأتقباله، ومن ضمن الزراعات التي نجحت في المنطقة الفول السوداني والقطن والفراولة.
المحميات الوطنية السياحية
تنتشر في الجزائر مجموعة واسعة من المحميات أهمها “للقالة” التي تمتد على مساحة: 78000 هكتار، وتقع شمال البلا في محاذاة البحر المتوسط وتضم 3 شواطئ، وتحتوي على 50 نوعا من الطيور وأنواع من الحيوانات الأخرى. أما محمية جرجرة فتبلغ مساحتها 518 هكتارا، وتقع في قلب أطلس التل، وتستقر فيها الثلوج لمدة ثلاثة شهور (ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط).
وتحظى غابات الأرز “ثنية الحد” ( 616 هكتارا) التي تقع على حافة سلسلة أنونشريس وفي قلب أطلس التل بإعجاب الزوار على مدار العام، وتحظى محمية الطاسيلي بالطابع الأثري والأركيولوجي، وبمختلف النقوش والرسومات الصخرية، وهي مصنفة ضمن لائحة التراث العالمي.
وهناك مجموعة من المحميات الوطنية مثل “بلزمت” (600 هكتار) و”باتنه” و”تازا” (300 هكتار) و”جيجل وقورارة” (100 هكتار)، ورياض الفتح التي تتكون من مناطق متعددة مثل مقام الشهيد وغابة الأركاد.
وتشتمل حديقة التسلية والترفيه “بن عكنون” (304 هكتارات) على منطقة نباتية وحيوانية منها الأنواع المحلية والإفريقية، أما حديقة “بينام” فتقع شمال غرب العاصمة وتحتل مساحة 500 هكتار وفيها نشاطات رياضية متعددة
بطاقة
العاصمة: الجزائر
المساحة: 2381741 كيلومترا مربعا
السكان: 8.32 مليون نسمة (2003), وتقدر الكثافة السكانية ب 112 نسمة في الكيلومتر المربع.
أهم المدن: وهران وتلمسان وقسنطينة والدرار وتمنراست وتيزي وزو وبجاية وعنابة وسكيكدة.
اللغة الرسمية: العربية، وتستخدم اللغتان الإنجليزية والفرنسية.
اليوم الوطني: الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني
(ثورة 1954).
الاستقلال: 5 يوليو/ تموز 1962.
التوقيت: غرينتش + 1
رمز الهاتف الدولي: 00213
العملة: الدينار الجزائري
تأشيرة الدخول: تطبق مبدأ المعاملة بالمثل
قوانين الجمارك: يسمح بإدخال السجائر والمشروبات ومستلزمات الاستعمال الشخصي.
المطارات: الجزائر ومطار هواري بومدين وتوجد مطارات دولية في كل من ورقلة وعنابة وقسنطينة وغرداية ووهران، كما توجد مطارات محلية في معظم المدن الجزائرية.
الموانئ: الجزائر ووهران وعنابة وبجاية ومستغانم وسكيكدة
الكهرباء: 127 و220 فولت
الموارد الطبيعية: البترول والغاز والحديد والزنك والفوسفات واليورانيوم
المحاصيل الزراعية: القمح والشعير والفواكه والزيتون والتمور والكروم
والحمضيات
الصناعات: التكرير والبتروكيماويات والصناعات الغذائية والتعدين والصناعات الخفيفة والمتوسطة والتحويلية.
الصادرات: البترول والغاز والفوسفات.
المناخ: معتدل في الصيف حار وجاف، أما في الشتاء فدافئ وممطر.