رحلة فى ربوع إيطاليا.."بولونيا" عندما تتنسم عبق العصور الوسطى
لو سألت الناس عن المدينة السياحية التي تتبادر إلى أذهانهم أولاً، فإن قلة منهم سيذكرون بولونيا، وهذا ليس غريباً على تلك المدينة، فبينما تغص المدن الأخرى مثل روما وفلورنسا والبندقية بالسياح، فإن القليل منهم يتواجد في بولونيا وهذا ما يفسح المجال أمام السكان المحليين للتنعم بالعيش في مكان تسود فيه أرقى مستويات المعيشة في ايطاليا.
وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية، فقد سميت تلك المدينة التي أنشأها "الاتروسكانيون" في عام 600 قبل الميلاد بـ "فلسينا" ثم جاءت القبائل الغولية وأعادت تسميتها فأصبحت بولونيا، التي حازت على انتباه العالم عندما تأسست جامعتها في عام 1088 واستوعبت ألفي طالب علم من كل أنحاء أوروبا ليلتقوا في تجمع يمثل كل عبق العصور الوسطى وقواسمها المشتركة، وانتشرت الأروقة الملحقة بالمساكن في أنحاء المدينة لتستوعب تدفق القادمين الجدد، وبذلك ولدت بولونيا كنموذج مبهر واليوم ما زالت شرفاتها الصفراء تظلل الشوارع على امتداد اربعين كيلومتراً مما يعطيها خاصية مميزة لها.
ووفقاً للصحيفة، يتركز وسط بولونيا حول ميدانين شعبيين رئيسيين، وهي ساحات جميلة محاطة من كل الجوانب بمبانٍ من طرز كلاسيكية راقية سادت في العصور الوسطى، وهناك وبين اسراب الحمام التي تملأ الساحات، يأتي البولونيون للتسوق والصلاة وتبادل الأحاديث والاستعراض أيضاً.
ولم تكتسب بولونيا "بولونيا الحمراء" من ألوان مبانيها الصفراء خصوصاً عند المساء، ولكن من كون الاشتراكية جزءاً أساسياً من الحياة الثقافية فيها منذ المقاومة التي أبدتها في الحرب العالمية الثانية، وعرف عن البولونيين جرأتهم وانغماسهم في الحياة الثقافية لدرجة أن مدينتهم أعلنت في عام 2000 عاصمة للثقافة الأوروبية، كما تم تحويل سوق الأسهم المحلي القديم إلى أكبر مكتبة متعددة الوسائط في إيطاليا مما جعلها تستحق اسم مدينة المثقفين، ويصل عدد سكانها اليوم إلى نحو 370 ألف نسمة.
وترتفع درجات الحرارة في الصيف مصحوبة ببعض الرطوبة، وتغلب البرودة على الشتاء خصوصاً في سهول إميليا دومانا، ويكون الطقس شديد البرودة في يناير وفبراير من كل عام، أما في الربيع والخريف فيكون الجو معتدلاً، وهو أفضل الأوقات لزيارة بولونيا على الرغم من أنها في ذروة موسم السياحة لا تصل إلى درجة الاختناق والازدحام بالزائرين.
وترتفع درجات الحرارة في يوليو وأغسطس إلى درجة لا تطاق، مما يدفع المتنزهين للمضي إلى شواطئ البحر الادرياتيكي للتمتع بالنسيم العليل على مسافة ساعة بالسيارة.
تعتبر بولونيا بموقعها الذي تحيط به بقايا جدران تعود إلى العصور الوسطى مكاناً مثالياً للتجول سيراً على الأقدام.