المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبادل مراكز القيادة بين "سابك" و"الراجحي" يثير جدلا في السوق السعودية



مغروور قطر
10-11-2008, 12:59 PM
متداولون يعلقون على الخطوة آمالا بالتغيير
تبادل مراكز القيادة بين "سابك" و"الراجحي" يثير جدلا في السوق السعودية


نتيجة منتظرة
في مصلحة السوق
المرحلة الثانية






الرياض- نضال حمادية

تباينت آراء المحللين تجاه الأثر الذي يمكن أن يتركه تبادل مراكز القيادة في السوق السعودية، وذلك عقب تقدم "الراجحي" إلى المرتبة الأولى في قائمة الشركات الأكثر وزنا على حساب عملاق البتروكيماويات "سابك".

وساهم التراجع المستمر لسعر سهم "سابك" في تقليص فجوة الوزن النسبي بينه وبين "الراجحي" بشكل تدريجي، وصولا إلى يوم السبت 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2008؛ حيث تمكن الأخير من تسلم دفة القيادة، مستفيدا من تفوق عدد أسهمه الحرة التي تزيد عن 752 مليون سهم (مقابل 729 مليون سهم لسابك).


نتيجة منتظرة

وفيما تُعلق شريحة من المتداولين آمالا بالتغيير على خلفية استلام "الراجحي" زمام المبادرة، عبّر نائب رئيس لجنة الأوراق المالية بغرفة جدة تركي الفدعق عن اعتقاده بأن خطوة التبادل في مراتب الأوزان النسبية لا تعدو كونها "عملية حسابية فنية".

وأضاف: هذه إعادة ترتيب لا يترتب عليها أي تحول حقيقي، وليس هناك رابط منطقي بين تبادل المراكز وتحسن السوق أو تراجعها، كما يتخيل البعض.

واعتبر فدعق أن خسارة "سابك" لميزة الوزن الأكبر في السوق هي نتيجة منتظرة لهبوط السهم إلى مستويات سعرية متدنية، أما موقع الشركة القيادي وجاذبيتها الاستثمارية فأمر مختلف تماما؛ إذ إن المستثمرين لا يتوجهون إلى أي شركة بناء على وزنها، بل على أدائها ونتائجها.

وسجل سهم "سابك" أدنى إقفال سنوي له عند حاجز 67.5 ريالا يوم 8-11-2008، متراجعا من 159.75 ريالا بداية العام الجاري (الدولار يعادل 3.75 ريالات).

وكانت هيكلة السوق الجديدة التي طبقت أوائل إبريل الماضي اعتمدت عدد الأسهم الحرة في احتساب الوزن النسبي للشركات المدرجة؛ ما عزز موقع "الراجحي" عطفا على التعديل الذي طال أسهمه الحرة لترتفع نسبتها من 14 إلى 50%، في حين بقيت نسبة المتاح للتداول من "سابك" تقارب 25% من إجمالي أسهمها المصدرة، وبهذا هبط وزن الشركة من 27% قبل الهيكلة إلى حوالي 17% بعدها دفعة واحدة.


في مصلحة السوق


السوق السعودية تبحث منذ انهيار فبراير 2006 عن قائد جديد لها، كان يتطلع الجميع أن يكون بعيدا عن "سابك"
فايز الحربي

بالمقابل قال المحلل الفني فايز الحربي: إن السوق السعودية تبحث منذ انهيار فبراير 2006 عن قائد جديد لها، كان يتطلع الجميع أن يكون بعيدا عن "سابك" نظرا لهبوط قيمة سهمها كثيرا، لكن الطفرة التي أصابت أسعار البتروكيماويات خدمت الشركة وحفظت على موقع الريادة داخل السوق.

إلا أن المسيرة اتخذت اتجاها مغايرا على ما يبدو، بحسب الحربي، ما أدى إلى وقوع "سابك" في مطبات عديدة أبرزها الغموض الذي يكتنف صفقة بلاستيك جنرال إليكتريك، ثم أزمة الحديد، وأخيرا دخول الدول المستهلكة لمنتجات الشركة فيما يشبه الركود.

وأمام هذه المعطيات غير المشجعة وفق رأيه، أكد الحربي أن تقلص الوزن النسبي لـ"سابك" في هذه المرحلة يصب في مصلحة السوق، لا سيما وأن "الراجحي" الذي استلم القيادة ينتمي لقطاع متماسك عموما، كما أن السهم بحد ذاته جاذب لمختلف فئات المتداولين، سواء الذين يأخذون بالمقاييس الشرعية أو المعايير المالية.

وأشار إلى أن متداولي السوق السعودية بالذات يهتمون بمسألة الشركة القائدة، لما لذلك من أثر نفسي بالغ على قراراتهم، ليقينهم بضرورة وجود سهم قوي يوجه المؤشر ويحمي توازنه من الاختلال.

وفي لفتة غريبة من محلل فني نصح الحربي جميع المتعاملين بتقليص الاعتماد على التحليل الفني إلى 50% في هذه الظروف الانتقالية، عازيا السبب إلى انعدام الأخبار التي تعد ركنا أساسيا في التحليل، ومتوقعا أن يكون للأخبار القادمة من الخارج كلمة الفصل في تحديد اتجاه السوق المحلية إلى أن تستقر الأسواق العالمية.


المرحلة الثانية

من جهته رأى مراقب التداولات فهد المطيري أن "سابك" دخلت فيما أسماه المرحلة الثانية من خطة فك ارتباطها بالمؤشر سعيا لتقليص انفرادها بصياغته، على اعتبار أن تطبيق المؤشر الحر كان المرحلة الأولى من الخطة.

ومع ذلك تحاشى المطيري التنبؤ بقدرة "الراجحي" على توجيه دفة السوق بشكل متوازن، لاسيما أن نتائج القطاع المالي المقبلة باتت عرضة للتشكيك بقدرتها على النمو، في ظل الحديث عن علاقتها بتداعيات أزمة البنوك الغربية.

وأنحى المستثمر عبد العزيز الهدلق باللوم على "ضعف الشفافية" الذي جعل سهم "سابك" يتكبد خسائر لم تكن متوقعة من أكثر المتشائمين، موضحا أن حملة التخويف من نتائج الربع الرابع للشركة ما تزال آخذة في التفاعل مع ما يسمعه المتداولون عن انكماش سوق البتروكيماويات، وإقفال وحدات إنتاج أو تأجيل أخرى.

أما محمد الحسين فقال: إن الذين كانوا بالأمس القريب يشتكون من "هيمنة سابك" على السوق والمؤشر، هم أنفسهم من يحذّرون اليوم من تقلص دورها ووزنها، وهذا في حد ذاته دليل على أن من "يتصيدون السلبيات" لن يتوقفوا عن مساعيهم، أيا تكن هوية الشركة التي تقود السوق.