شمعة الحب
06-05-2006, 09:16 PM
"الدقائق القاتلة" في سوق الأسهم
فضل بن سعد البوعينين - - - 08/04/1427هـ
f.albuainain@hotmail.com
يمكن أن نطلق على الدقائق الأخيرة من تداولات يوم الخميس من كل أسبوع مصطلح " الدقائق القاتلة" إشارة إلى الدقائق الأخيرة التي تدخل المتداولين في صراع نفسي كبير يفقدهم ما تبقى لهم من تفكير ويدفعهم لاتخاذ القرارات الخاطئة، كما حدث بالفعل قبيل إغلاق تداول يوم الخميس الماضي. هناك خداع كبير يحدث في سوق الأسهم السعودية، لا علاقة له بقوى العرض والطلب، ولا بأخلاقيات التداول التي يفترض أن تتصف بنوع من المصداقية على الأقل في هذه الأوقات الحرجة.
من الذي يريد أن يدمر السوق؟ ومن الذي يخطط إلى سحب الثقة منها كلما وضعها ولي الأمر فيها. هل هم المضاربون أنفسهم أم أنهم أناس لا يريدون الخير لهذه البلاد وشعبها؟ أناس وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن والمواطنين، وكأن ما حدث في سوق الأسهم من انهيارات لم يكن كافيا لإشباع نهمهم. لن أتهم أحدا، فالأمر أصبح أكثر حساسية من ذي قبل، وهو أقرب ما يكون إلى شؤون الأمن القومي منها إلى الاقتصاد العام. لا أبالغ في ما أقول، فما يحدث في سوق الأسهم هو نوع من التخويف الاقتصادي الذي يدخل المتداولين في هلع لا يمكنهم الفكاك منه. خسارات متراكمة يتحملها صغار المستثمرين بسبب عقود البيع والشراء المشبوهة التي تنفذ في الدقائق الأخيرة بغرض التأثير على السوق وإعطاء المتداولين صورة مغايرة لما هي عليها من قوة وتماسك.
لم يعد المستثمرون يملكون الثقة الكافية للاحتفاظ بأسهمهم لمدد طويلة بسبب التصرفات الخاطئة التي ينتهجها المخالفون في سوق الأسهم، الغالبية العظمى من المتداولين أصبحوا لا يغامرون بإبقاء مراكزهم المالية لأكثر من يوم واحد خشية تعرضهم لخداع المخالفين.
الغريب في الأمر، أن الدقائق القاتلة أصبحت تتكرر مع نهاية تداول كل خميس بصورة منتظمة دون أن يكون هناك تدخل من الجهات الرقابية من أجل إيقاف المخالفات التي تفقد السوق توازنها، وتفقد المتداولين ثقتهم بسوق الأسهم.
إحدى الأخوات الفاضلات بعثت لي برسالة إلكترونية مليئة بالأحزان، تصف فيها ما تعرضت له يوم الخميس الماضي من غبن كبير وتضليل لا يعلمه إلا الله، حين اضطرت إلى بيع أسهمها في إحدى الشركات على النسبة الدنيا بعد أن كانت قد اشترتها على النسبة القصوى صباح اليوم نفسه أي بخسارة 20 في المائة من رأس مالها، وما زاد في الغبن، عودة السهم ليغلق على النسبة القصوى في ثوان معدودات قبل الإغلاق. رسالة مليئة بالبكاء والعويل، فمن ينصف هذه الضعيفة، وآخرون كثر، من جلاديهم؟
السوق ما زالت في مرحلة انعدام الثقة، وهي في طور إعادة الهيكلة والتأسيس، ومثل هذه التذبذبات العالية والمصطنعة سوف تعيد السوق إلى مرحلة الانهيار من جديد، وستدخل المتداولين في مرحلة انعدام الثقة وفقدان التوازن. والنتيجة خسارة صغار المضاربين جل أموالهم. استقرار السوق يجب أن يكون الهم الأول للجميع، ومن خلاله يمكن العودة بالسوق إلى توهجها السابق.
من غير المقبول أن تفقد السوق جل مكاسبها في لحظات قليلة دون أن تكون هناك أسباب جوهرية تبرر تلك التذبذبات الحادة التي تحدث في دقائق معدودات. المتداولون لا يزالون ينتظرون تفسيرا منطقيا لما يحدث في سوق الأسهم السعودية، خصوصا في الدقائق الأخيرة من تداولات يوم الخميس. من الذي يغرر بالمتداولين ويدفعهم للبيع على النسب الدنيا بخسائر تصل إلى 20 في المائة في يوم واحد؟ ومن الذي يشتري تلك الأسهم في طرفة عين، وعلى النسبتين الدنيا والقصوى في آن واحد؟ بالفعل هو أمر مثير للاستغراب والريبة، وهو ما يرجح نظرية المؤامرة على السوق التي يتداولها صغار المستثمرين، الذين أصبحوا وقودا للنار المشتعلة والعياذ بالله.
يمكننا أن نجد العذر لسلطات السوق إذا ما غضت النظر عن مثل هذه التصرفات في الأيام الطبيعية، أما في أوقات الأزمات، ومرحلة انعدام الثقة في السوق فإن الأمر يصبح مختلفا بالكلية، فلا عذر لمن قصر في حماية أموال المتداولين من الضياع. نتمنى أن تبادر الجهات الرقابية بفتح تحقيق موسع وشامل من أجل كشف ملابسات الدقائق الأخيرة من يوم الخميس الماضي، والأسابيع الأخرى، وإعلان النتائج للمتداولين بكل شفافية وتجرد، أيا تكون النتائج. ولا ننسى أبدا أن العمليات النظامية قد تتحول إلى عمليات يجرمها القانون إذا ما قصد منها إحداث الذعر والهلع لدى المتعاملين في أوقات الأزمات.
2673 قراءة
تعليقات الزوار
08/04/1427هـ ساعة 10:23 صباحاً (السعودية)
أقول لكاتب المقال فعلا انا مع رأيه القائل بأنهم أناس لا يريدون الخير لهذه البلاد وشعبها؟ ويجب على جميع المستثمرين الصبر والتكاتف لكي ترجع السوق الى وضعها الاساسي وينفضوا عن كاهلهم الخوف والجزع الذي لا يجر من وراءه الا المزيد من الخسائر والانهيارات وأن تكون لديهم المزيد من الثقة على الأقل في إقتصاد بلدهم .
--------------------------------------------------------------------------------
08/04/1427هـ ساعة 3:33 مساءً (السعودية)
لا فض فوك نعم الدقائق القاتلة تتكرر كل يوم خميس او غير يوم الخميس اين سوق المال عنهم
هل هم اشباح يريدون تخريب اقتصاد البلد
المضاربة العالمية ليست هكذا ابدا فالمضاربة لها اصول وقواعد
الحمد لله البترول مرتفع جدا لم يسبق له مثيل
الناتج المحلى ممتاز
دخول الاستثمارات الاجنبية للبلد
متى تتنفذ قرارات خادم الحرمين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز اطال الله عمره ومتعة الله بالصحة ورزقه الله البطانه الصالحه
فضل بن سعد البوعينين - - - 08/04/1427هـ
f.albuainain@hotmail.com
يمكن أن نطلق على الدقائق الأخيرة من تداولات يوم الخميس من كل أسبوع مصطلح " الدقائق القاتلة" إشارة إلى الدقائق الأخيرة التي تدخل المتداولين في صراع نفسي كبير يفقدهم ما تبقى لهم من تفكير ويدفعهم لاتخاذ القرارات الخاطئة، كما حدث بالفعل قبيل إغلاق تداول يوم الخميس الماضي. هناك خداع كبير يحدث في سوق الأسهم السعودية، لا علاقة له بقوى العرض والطلب، ولا بأخلاقيات التداول التي يفترض أن تتصف بنوع من المصداقية على الأقل في هذه الأوقات الحرجة.
من الذي يريد أن يدمر السوق؟ ومن الذي يخطط إلى سحب الثقة منها كلما وضعها ولي الأمر فيها. هل هم المضاربون أنفسهم أم أنهم أناس لا يريدون الخير لهذه البلاد وشعبها؟ أناس وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن والمواطنين، وكأن ما حدث في سوق الأسهم من انهيارات لم يكن كافيا لإشباع نهمهم. لن أتهم أحدا، فالأمر أصبح أكثر حساسية من ذي قبل، وهو أقرب ما يكون إلى شؤون الأمن القومي منها إلى الاقتصاد العام. لا أبالغ في ما أقول، فما يحدث في سوق الأسهم هو نوع من التخويف الاقتصادي الذي يدخل المتداولين في هلع لا يمكنهم الفكاك منه. خسارات متراكمة يتحملها صغار المستثمرين بسبب عقود البيع والشراء المشبوهة التي تنفذ في الدقائق الأخيرة بغرض التأثير على السوق وإعطاء المتداولين صورة مغايرة لما هي عليها من قوة وتماسك.
لم يعد المستثمرون يملكون الثقة الكافية للاحتفاظ بأسهمهم لمدد طويلة بسبب التصرفات الخاطئة التي ينتهجها المخالفون في سوق الأسهم، الغالبية العظمى من المتداولين أصبحوا لا يغامرون بإبقاء مراكزهم المالية لأكثر من يوم واحد خشية تعرضهم لخداع المخالفين.
الغريب في الأمر، أن الدقائق القاتلة أصبحت تتكرر مع نهاية تداول كل خميس بصورة منتظمة دون أن يكون هناك تدخل من الجهات الرقابية من أجل إيقاف المخالفات التي تفقد السوق توازنها، وتفقد المتداولين ثقتهم بسوق الأسهم.
إحدى الأخوات الفاضلات بعثت لي برسالة إلكترونية مليئة بالأحزان، تصف فيها ما تعرضت له يوم الخميس الماضي من غبن كبير وتضليل لا يعلمه إلا الله، حين اضطرت إلى بيع أسهمها في إحدى الشركات على النسبة الدنيا بعد أن كانت قد اشترتها على النسبة القصوى صباح اليوم نفسه أي بخسارة 20 في المائة من رأس مالها، وما زاد في الغبن، عودة السهم ليغلق على النسبة القصوى في ثوان معدودات قبل الإغلاق. رسالة مليئة بالبكاء والعويل، فمن ينصف هذه الضعيفة، وآخرون كثر، من جلاديهم؟
السوق ما زالت في مرحلة انعدام الثقة، وهي في طور إعادة الهيكلة والتأسيس، ومثل هذه التذبذبات العالية والمصطنعة سوف تعيد السوق إلى مرحلة الانهيار من جديد، وستدخل المتداولين في مرحلة انعدام الثقة وفقدان التوازن. والنتيجة خسارة صغار المضاربين جل أموالهم. استقرار السوق يجب أن يكون الهم الأول للجميع، ومن خلاله يمكن العودة بالسوق إلى توهجها السابق.
من غير المقبول أن تفقد السوق جل مكاسبها في لحظات قليلة دون أن تكون هناك أسباب جوهرية تبرر تلك التذبذبات الحادة التي تحدث في دقائق معدودات. المتداولون لا يزالون ينتظرون تفسيرا منطقيا لما يحدث في سوق الأسهم السعودية، خصوصا في الدقائق الأخيرة من تداولات يوم الخميس. من الذي يغرر بالمتداولين ويدفعهم للبيع على النسب الدنيا بخسائر تصل إلى 20 في المائة في يوم واحد؟ ومن الذي يشتري تلك الأسهم في طرفة عين، وعلى النسبتين الدنيا والقصوى في آن واحد؟ بالفعل هو أمر مثير للاستغراب والريبة، وهو ما يرجح نظرية المؤامرة على السوق التي يتداولها صغار المستثمرين، الذين أصبحوا وقودا للنار المشتعلة والعياذ بالله.
يمكننا أن نجد العذر لسلطات السوق إذا ما غضت النظر عن مثل هذه التصرفات في الأيام الطبيعية، أما في أوقات الأزمات، ومرحلة انعدام الثقة في السوق فإن الأمر يصبح مختلفا بالكلية، فلا عذر لمن قصر في حماية أموال المتداولين من الضياع. نتمنى أن تبادر الجهات الرقابية بفتح تحقيق موسع وشامل من أجل كشف ملابسات الدقائق الأخيرة من يوم الخميس الماضي، والأسابيع الأخرى، وإعلان النتائج للمتداولين بكل شفافية وتجرد، أيا تكون النتائج. ولا ننسى أبدا أن العمليات النظامية قد تتحول إلى عمليات يجرمها القانون إذا ما قصد منها إحداث الذعر والهلع لدى المتعاملين في أوقات الأزمات.
2673 قراءة
تعليقات الزوار
08/04/1427هـ ساعة 10:23 صباحاً (السعودية)
أقول لكاتب المقال فعلا انا مع رأيه القائل بأنهم أناس لا يريدون الخير لهذه البلاد وشعبها؟ ويجب على جميع المستثمرين الصبر والتكاتف لكي ترجع السوق الى وضعها الاساسي وينفضوا عن كاهلهم الخوف والجزع الذي لا يجر من وراءه الا المزيد من الخسائر والانهيارات وأن تكون لديهم المزيد من الثقة على الأقل في إقتصاد بلدهم .
--------------------------------------------------------------------------------
08/04/1427هـ ساعة 3:33 مساءً (السعودية)
لا فض فوك نعم الدقائق القاتلة تتكرر كل يوم خميس او غير يوم الخميس اين سوق المال عنهم
هل هم اشباح يريدون تخريب اقتصاد البلد
المضاربة العالمية ليست هكذا ابدا فالمضاربة لها اصول وقواعد
الحمد لله البترول مرتفع جدا لم يسبق له مثيل
الناتج المحلى ممتاز
دخول الاستثمارات الاجنبية للبلد
متى تتنفذ قرارات خادم الحرمين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز اطال الله عمره ومتعة الله بالصحة ورزقه الله البطانه الصالحه