شمعة الحب
30-05-2006, 10:03 PM
التحليل الأسبوعي لصناديق الاستثمار السعودية
1000 % أرباح الاستثمار في الصناديق السعودية خلال 10 أعوام
عبد الحميد العمري - - - 03/05/1427هـ
abdulhamid@aleqt.com
أردت أن يكون تحليل هذا الأسبوع استثنائياً لأجل إيضاح كثيرٍ من الالتباس، الذي أسقط ظلالاته القاتمة على حياة أغلبية المستثمرين في السوق وفي الصناديق الاستثمارية. آمل أن يفي بإيصال الرسالة سليمة إلى الأذهان، بما يؤهلنا لاتخاذ قراراتنا الاستثمارية مستندين إلى أرضية صلبة، وفهمٍ ووعي استثماري راسخ ومتين. فيما يمكن التعرف على أحدث التطورات الأسبوعية لأداء الصناديق الاستثمارية بالاطلاع على الجدول المعتاد نشره أسبوعيا.
قراءةٌ فاحصة للتاريخ؛ نافذةٌ أوسع للفهم.
لا شك أن الحيرة والحسرة والندم قد أحاطت كالسوار بالمعصم بأغلب المستثمرين في سوق الأسهم المحلية، وفي الصناديق الاستثمارية تحديداً جرّاء الخسائر الكبيرة التي لحقت برؤوس أموالهم ومدخراتهم. بدايةً، أغلبية المستثمرين في السعودية يمكن تصنيفهم كحديثي تجربة بالممارسات الاستثمارية في سوق الأوراق المالية التي لا يتجاوز عمرها بالنسبة لهم أكثر من عامين، ولعل مما ضاعف من الصدمة أن الفكرة التي سادت بصورةٍ طاغية إلى ما قبل التراجع الكبير للسوق المحلية في نهاية شباط "فبراير" الماضي من هذا العام؛ تتمثل فقط في استمرارية تحقيق الأرباح وتناميها دون الأخذ في الاعتبار احتمالية تباطؤ أو تراجع ذلك السوق في أي لحظة! وهذه بحد ذاتها مفاجأة غير سارة بالنسبة للكثيرين، فما بالنا ونحن في مواجهة أكبر ترنحٍ للسوق في تاريخه الممتد منذ منتصف الثمانينيات الميلادية؛ فاق فيه تراجعي عامي 1994 و1998 الذي خسرت فيه السوق -28.8 في المائة و -27.9 في المائة على التوالي! إننا في مواجهة تراجعٍ للسوق فاق منذ بداية العام الجاري -38.8 في المائة. التساؤل هنا؛ هل تلك الحالات متشابهة أم أن هناك فارقا بينها؟! وهل ستختتم السوق المالية الأكبر على مستوى المنطقة هذا العام بهذا المعدل من الخسائر أو أكبر منه؟ أم أنها موعودةٌ بإحداث تحول جذري في مسارها الحاد الانحدار فيما تبقى من عام 2006، يجعلها تختتم نشاطها بمعدلٍ إيجابي تستعيد فيه خسائرها التي وصلت إلى 1.5 تريليون ريال، بل وتضيف إليها مكاسب رأسمالية تعزز من جاذيبتها كسوقٍ مالية عالية الجدوى أمام المستثمرين من مواطنين ومقيمين. تشير المراجعة الدقيقة والفاحصة لتلك التراجعات في الأعوام السالفة الذكر إلى كثيرٍ من الفروقات الجوهرية، بل يمكن القول إنها حتى لا تتشابه على الإطلاق في كثيرٍ من المعطيات الاقتصادية والمالية الكلية. ففي عام 1994 حقق الاقتصاد السعودي معدل نموٍ حقيقي متدنيا لم يتجاوز 0.5 في المائة، كما سجّلت الصادرات النفطية بنهاية ذلك العام تراجعها الثاني على التوالي بنسبة بلغت -1.2 في المائة، وكانت قد تراجعت في عام 1993 بنحو -17 في المائة، الذي ترك أثره الشديد فيما بعد على كثيرٍ من القطاعات الاقتصادية والمالية في السعودية آنذاك، لعل من أشدها تأثيراً تراجع الإيرادات الحكومية خلال عامي 1993 و1994 بنحو -17 في المائة و-9 في المائة على التوالي، لتصل نسبة عجز ميزانية الحكومة إلى إجمالي الاقتصاد في ذلك العام لنحو 7.7 في المائة، والذي أدى فيما بعد بدوره إلى زيادة مزاحمة الحكومة للقطاع الخاص على الائتمان المصرفي، الذي نما في جانب طلب الحكومة على الائتمان المصرفي بنهاية 1994 بنحو 17 في المائة، مقابل 11 في المائة لطلب القطاع الخاص لنفس الفترة، متراجعاً من نحو 18 في المائة في عام 1993. أما في عام 1998 فبالرغم من تمكن الاقتصاد السعودي من تحقيق نموٍ حقيقي وصل إلى 2.8 في المائة..
يتبع
1000 % أرباح الاستثمار في الصناديق السعودية خلال 10 أعوام
عبد الحميد العمري - - - 03/05/1427هـ
abdulhamid@aleqt.com
أردت أن يكون تحليل هذا الأسبوع استثنائياً لأجل إيضاح كثيرٍ من الالتباس، الذي أسقط ظلالاته القاتمة على حياة أغلبية المستثمرين في السوق وفي الصناديق الاستثمارية. آمل أن يفي بإيصال الرسالة سليمة إلى الأذهان، بما يؤهلنا لاتخاذ قراراتنا الاستثمارية مستندين إلى أرضية صلبة، وفهمٍ ووعي استثماري راسخ ومتين. فيما يمكن التعرف على أحدث التطورات الأسبوعية لأداء الصناديق الاستثمارية بالاطلاع على الجدول المعتاد نشره أسبوعيا.
قراءةٌ فاحصة للتاريخ؛ نافذةٌ أوسع للفهم.
لا شك أن الحيرة والحسرة والندم قد أحاطت كالسوار بالمعصم بأغلب المستثمرين في سوق الأسهم المحلية، وفي الصناديق الاستثمارية تحديداً جرّاء الخسائر الكبيرة التي لحقت برؤوس أموالهم ومدخراتهم. بدايةً، أغلبية المستثمرين في السعودية يمكن تصنيفهم كحديثي تجربة بالممارسات الاستثمارية في سوق الأوراق المالية التي لا يتجاوز عمرها بالنسبة لهم أكثر من عامين، ولعل مما ضاعف من الصدمة أن الفكرة التي سادت بصورةٍ طاغية إلى ما قبل التراجع الكبير للسوق المحلية في نهاية شباط "فبراير" الماضي من هذا العام؛ تتمثل فقط في استمرارية تحقيق الأرباح وتناميها دون الأخذ في الاعتبار احتمالية تباطؤ أو تراجع ذلك السوق في أي لحظة! وهذه بحد ذاتها مفاجأة غير سارة بالنسبة للكثيرين، فما بالنا ونحن في مواجهة أكبر ترنحٍ للسوق في تاريخه الممتد منذ منتصف الثمانينيات الميلادية؛ فاق فيه تراجعي عامي 1994 و1998 الذي خسرت فيه السوق -28.8 في المائة و -27.9 في المائة على التوالي! إننا في مواجهة تراجعٍ للسوق فاق منذ بداية العام الجاري -38.8 في المائة. التساؤل هنا؛ هل تلك الحالات متشابهة أم أن هناك فارقا بينها؟! وهل ستختتم السوق المالية الأكبر على مستوى المنطقة هذا العام بهذا المعدل من الخسائر أو أكبر منه؟ أم أنها موعودةٌ بإحداث تحول جذري في مسارها الحاد الانحدار فيما تبقى من عام 2006، يجعلها تختتم نشاطها بمعدلٍ إيجابي تستعيد فيه خسائرها التي وصلت إلى 1.5 تريليون ريال، بل وتضيف إليها مكاسب رأسمالية تعزز من جاذيبتها كسوقٍ مالية عالية الجدوى أمام المستثمرين من مواطنين ومقيمين. تشير المراجعة الدقيقة والفاحصة لتلك التراجعات في الأعوام السالفة الذكر إلى كثيرٍ من الفروقات الجوهرية، بل يمكن القول إنها حتى لا تتشابه على الإطلاق في كثيرٍ من المعطيات الاقتصادية والمالية الكلية. ففي عام 1994 حقق الاقتصاد السعودي معدل نموٍ حقيقي متدنيا لم يتجاوز 0.5 في المائة، كما سجّلت الصادرات النفطية بنهاية ذلك العام تراجعها الثاني على التوالي بنسبة بلغت -1.2 في المائة، وكانت قد تراجعت في عام 1993 بنحو -17 في المائة، الذي ترك أثره الشديد فيما بعد على كثيرٍ من القطاعات الاقتصادية والمالية في السعودية آنذاك، لعل من أشدها تأثيراً تراجع الإيرادات الحكومية خلال عامي 1993 و1994 بنحو -17 في المائة و-9 في المائة على التوالي، لتصل نسبة عجز ميزانية الحكومة إلى إجمالي الاقتصاد في ذلك العام لنحو 7.7 في المائة، والذي أدى فيما بعد بدوره إلى زيادة مزاحمة الحكومة للقطاع الخاص على الائتمان المصرفي، الذي نما في جانب طلب الحكومة على الائتمان المصرفي بنهاية 1994 بنحو 17 في المائة، مقابل 11 في المائة لطلب القطاع الخاص لنفس الفترة، متراجعاً من نحو 18 في المائة في عام 1993. أما في عام 1998 فبالرغم من تمكن الاقتصاد السعودي من تحقيق نموٍ حقيقي وصل إلى 2.8 في المائة..
يتبع