من الألعاب التي تكاد تكون الوحيدة التي يتشارك في التعلق بها
و المداومة على التردد عليها...الكبار كما الصغار..
المرجيحة..
فالشعور الذي تسببه المراجيح...
حتى لمن يمتطيها و هو (خائف) او جاهل بآليتها..
هو شعور حلو المذاق....يسرّي على النفوس..
و يمتع الاجساد..و يسهم في سرعة مرور الاوقات..
دون ان نشعر بها..
فالانسان...عندما يكون معلقا..بين الارض و السماء..
جالسا في رفاهية...يلفحه نسيم عليل..
يشعر بأنه كطائر (حر)..يحرك رجليه ضاربا بها الهواء
الذي يلفح كل اجزاء جسده حتى لكأنه يمس روحه..
فيشد و يرخي بيديه حبال المرجيحه..لكي يزيد او يخفض
من شدة (تأرجحه)...و سرعة الانتقال من الامام للخلف..
الأعلى..هوب..تحت..هوب..الاعلى..و هكذا..
كلها مشاعر "لحظية"..سعيدة..
*
*
،،
حتى عندما كبرنا..و جدنا ان المراجيح..
واكبت وفائها لنا..منذ الصغر اصبحت
محبوبة و معشوقة لجميعنا..
و هي ترافق من شاء منا..عند الكبر..
فهنالك ..كراسي فارهة..تتسع ربما لاثنين..لكي يتأرجحا سوية
و يستمتعا معا...متعة مضاعفة..عندما يتأرجح
قلبان و روحان و جسدان...بينهما محبة!
بل ان هنالك مراجيح..قد تحمل افراد اسرة
صغيرة..من اب و أم و ابن و ابنه..و هكذا!
فيتشارك الجميع..السعادة المتارجحة
بتأرجح مرجيحتهم...اكانت..مرجيحة معلقة على غصن شجرة..
ام مكبلة بسلالسل حديدية..ام بحبال عادية..
لكن..و بأي صورة تكون..و اين ما تواجدت..
فأن السعادة..تكون..مرافقة لتأرجح من يمتطي..المرجيحة!
اذا..فهل..في التارجح..دلالة على السعادة..
ام السعادة..ما هي الا مسألة (متأرجحة)!
تعتلي بك و معك..بسرعة..و ما تلبث ان تعود بك في لحظة..
الى نقطة البداية..بل و تعود بك للخلف..الى سعادة (سلبية) و انت
منكوس القامة و وجهك للارض...ثم تنحدر بك من جديد الى نقطة الصفر
لتنقلك من جديد..الى السعادة التي تأتيك عندما تترك الناس خلفك على الارض..
و تكون في مواجهة فضاء السماء..بكلّيتك!
فما هو السر في ظنك..الذي يجعل السعادة..متأرجحة في المرجيحة؟
أهما الحبلان اللذان يربطان مقعد المرجيحة...
في المراجيح التي في الحدائق العامة او الخاصة في بيوتنا..
فان الحبال تكون اما من الخيش او ربما من سلاسل حديدة
و في حالات..هي قضبان معدنية اسطوانية..
و بغض النظر..فاننا نستمتع بالتأرجح...مادام الحبلان
متساويان في الطول..و قويان و يتحركان مع الكرسي و ممتطيه..
للأمام و الخلف!
اما في السعادة...فما هما مادة الحبال التي تضمن استمرار..
تأرجحنا في مرجيحة السعادة؟
تفكرت كثيرا..و تعمقت..
و اظن..ان طرفي مرجيحة السعادة..
هما للاسف..نقيضان..لكن...لكي تحصل السعادة
لمريدها...عليه ان يحافظ على توازي موزون..
من كليهما...انهما..(العلم و الجهل)!!
فمتى ما طغى احدهما على الاخر...
فان المرجيحة لا تعود قادرة على التأرجح..
فتطير..عند ذلك السعادة بكاملها!
*
*
،،
قد يخالف الكلام نظرية المتنبي القائلة:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم