يتحدث العلماء اليوم عن تباطؤ في سرعة دوران الأرض حول نفسها، وهذا التباطؤ سيستمر حتى تتوقف الأرض عن الدوران، ولكن ماذا يعني ذلك؟
إننا نرى الشمس تطلع من الشرق كل يوم بسبب دوران الأرض حول نفسها، فإذا ما توقفت الأرض فإن ذلك سيؤدي إلى تغير اتجاه دورانها فتظهر الشمس من المغرب، وبذلك يتحقق قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (حتى تطلع الشمس من مغربها). ولكن كيف اكتشف العلماء هذا التباطؤ في دوران الأرض والذي يُقدَّر بجزء صغير جداً من الثانية كل عام!
عندما بحث علماء الفلك في أسرار بداية الكون ونشوئه وضعوا عدة نظريات تفسِّر كيف تشكلت الأرض، والمهم أن هذه النظريات تؤكد على أن الأرض في بداية خلقها كانت اكبر من الأرض الحالية بأضعاف كثيرة! وهذا يقود على الاستنتاج بان سرعة دوران الأرض كانت اكبر وبالتالي طول اليوم أقل. وعدد أيام السنة يزيد على ألفي يوم.
ومنذ اللحظة الأولى لخلق الأرض بدأ التناقص في سرعتها ولا يزال مستمراً وسيستمر حتى ينعكس اتجاه دورانها وينعكس معها طلوع وغروب الشمس. وإذا ما تساءلنا عن سبب هذا التباطؤ وجدنا إجابات علمية عن ذلك.
فالقمر الذي يدور حول الأرض يقوم بممارسة تأثير على حركة الأرض من خلال المدّ والجزر أي من خلال جاذبية القمر للأرض. والرياح التي تهبُّ باتجاه معاكس لدوران الأرض تؤثر أيضاً وتبطئ من سرعة الأرض.
حتى إن علماء النبات عندما درسوا جذوع الأشجار المتحجرة منذ ملايين السنين وجدوا. في حلقات هذه الجذوع ما يدل على أن السنة كانت أطول بكثير. ونحن نعلم أن أي شجرة ترسم على جذعها حلقات سنوية وداخل كل حلقة تظهر تأثيرات الليل والنهار وأن هذه الحلقات سجل محفوظ يحفظ عمر هذه الأشجار.
إذن علماء الفلك يؤكدون تباطؤ دوران الأرض وكذلك علماء النبات. كما يؤكدون على أن طول اليوم عند بداية نشوء الأرض كان أقل من أربع ساعات!